2025-07-31 08:59:08
علقت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر على الانتقادات التي وجهها إعلاميون أوروبيون لارتداء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي "البشت" العربي خلال نهائي كأس العالم 2022 في قطر، واصفة ردود فعلهم بأنها "حالة من السعار" تعكس عقدة استعلاء تجاه الثقافات الأخرى.

جاء ذلك في تغريدة نشرتها الخاطر على حسابها في "تويتر"، رافقتها بمقطع فيديو يوضح الأصول التاريخية لارتداء "البشت" والزي الأكاديمي، مؤكدة أن هذا التقليد يعود إلى العالم العربي. وأشارت إلى أن الأوروبيين أنفسهم يتبنون هذا الزي في حفلات التخرج، رغم انتقادهم لارتداء ميسي له في المناسبات الرسمية.

أصل "البشت" وتقاليد التخرج الأكاديمية

كشف الفيديو المرفق بالتغريدة أن أصل زي التخرج المعروف عالميًا يعود إلى جامعة القرويين في مدينة فاس المغربية، التي أسستها السيدة المسلمة فاطمة الفهرية عام 859 ميلادي. وكان الطلاب الأوروبيون الذين درسوا في الجامعات الإسلامية يعودون إلى بلادهم حاملين معهم هذا الزي، الذي تحول لاحقًا إلى رمز للتخرج في الجامعات الغربية.
وأوضحت الخاطر أن "البشت" ليس مجرد زي تقليدي، بل هو جزء من إرث حضاري عريق، وأن انتقاد الإعلاميين الأوروبيين له يعكس جهلًا بتاريخه وقيمته الثقافية. كما أشارت إلى أن الأوروبيين يتبنون هذا التقليد في جامعاتهم، مما يجعل انتقاداتهم لميسي "مفارقة ساخرة".
ردود أفعال واسعة وتضامن مع الثقافة العربية
أثارت تصريحات الخاطر تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث دعم العديد من المتابعين موقفها، معتبرين أن الانتقادات الأوروبية تعكس نظرة استعلائية. كما أشاد نشطاء بالدور التاريخي للعالم العربي في نشر المعرفة والثقافة، مؤكدين أن "البشت" يمثل تراثًا مشتركًا بين الحضارات.
يذكر أن ليونيل ميسي ارتدى "البشت" الذهبي خلال مراسم تتويجه بلقب كأس العالم، في خطوة اعتبرها الكثيرون تكريمًا للثقافة القطرية والعربية. إلا أن بعض وسائل الإعلام الأوروبية وصفته بأنه "غير ملائم"، مما أثار جدلاً حول الانتقائية في تقبل الثقافات الأخرى.
ختامًا، تؤكد هذه الواقعة أن الحوار بين الحضارات يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل، وأن انتقاد رموز ثقافية بعينها دون فهم تاريخها يعكس تحيزًا واضحًا. كما تبرز أهمية التوعية بالإرث الحضاري العربي ودوره في تشكيل العديد من التقاليد العالمية المعاصرة.