2025-07-30 11:16:12
استطاعت قطر تحويل استضافتها لكأس العالم 2022 إلى منصة قوية لتعزيز نفوذها الدولي وصورتها العالمية، رغم كل التحديات والانتقادات التي واجهتها. فقد نجحت الدوحة في توظيف الحدث الرياضي الأكبر عالمياً لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، خاصة في العالم العربي ودول الجنوب.

نجاح تنظيمي وتحديات سياسية
واجهت قطر انتقادات حادة قبل البطولة تتعلق بحقوق العمال والقيم الاجتماعية، لكنها استطاعت تجاوز هذه التحديات بنجاح لافت. تقول الدكتورة كارول غوميز، خبيرة علم الاجتماع الرياضي بجامعة لوزان: "كانت هناك مخاوف كبيرة بشأن التنظيم والأمن، بالإضافة إلى تسييس البطولة، لكن هذه المخاوف لم تتحقق بالشكل المتوقع".

تعزيز الصورة الدولية
استفادت قطر من البطولة لتقديم صورة جديدة عن المنطقة العربية والثقافة الخليجية. كما أوضح الخبير رفائيل لو ماجوريك من جامعة تور الفرنسية أن "المونديال منح قطر فرصة ذهبية لتجديد صورتها الدولية وتجاوز كل ما سبق الحدث".

تأثير إقليمي وعربي
شهدت البطولة لحظات رمزية قوية عززت مكانة قطر الإقليمية، مثل حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حفل الافتتاح، وارتداء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للوشاح الأخضر في مباراة السعودية. كما برزت القضية الفلسطينية بقوة في الملاعب، حيث حمل العديد من المشجعين واللاعبين العلم الفلسطيني.
تغيير التصورات العالمية
يرى البروفيسور سايمن تشادويك من كلية سكيما للأعمال أن "قطر نجحت في تحسين صورتها حتى في أجزاء من أوروبا، حيث تغيرت تصورات بعض الناس تجاهها نحو الأفضل". لكنه يشير إلى أن "4 أسابيع من البطولة قد لا تكون كافية لتغيير الصور النمطية العميقة، وأن العمل الحقيقي لبناء القوة الناعمة يبدأ الآن".
ختاماً، نجحت قطر في تحويل التحديات إلى فرص، مستفيدة من البطولة لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية فاعلة ووجهة عالمية، مع ترك إرث رياضي وثقافي سيبقى مؤثراً لسنوات قادمة.