2025-07-07 10:35:07
في ظل التطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي، تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا والصومال تحولات مهمة، لا سيما في ضوء أزمة سد النهضة الإثيوبي والتوترات الإقليمية المتصاعدة.
أزمة سد النهضة: مصر وإثيوبيا بين التفاوض والتوتر
لا تزال أزمة سد النهضة الإثيوبي تشكل نقطة خلاف رئيسية بين مصر وإثيوبيا، حيث تؤكد القاهرة على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوقها المائية في نهر النيل، في حين تصر أديس أبابا على مواصلة الملء الثالث للخزان دون اتفاق نهائي.
وقد أعربت مصر مؤخراً عن قلقها إزاء تعنت الجانب الإثيوبي في المفاوضات، محذرة من تداعيات خطيرة على الأمن المائي المصري والسوداني. من جهتها، تؤكد إثيوبيا أن السد ضروري للتنمية الاقتصادية وتوليد الكهرباء، لكن مصر تخشى من تأثيرات جفاف محتملة في حال استمرار الملء دون ضمانات.
الصومال ومحاولات تعزيز العلاقات مع مصر
على الجانب الآخر، تشهد العلاقات المصرية الصومالية تطوراً إيجابياً، حيث زار الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود القاهرة مؤخراً في إطار تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في مجالات الأمن والاستثمار. وتدعم مصر الصومال في مواجهة التحديات الأمنية، لا سيما في الحرب ضد حركة الشباب الإرهابية.
كما أبدت مصر استعدادها لمساعدة الصومال في مشاريع البنية التحتية والتنمية، في خطوة تهدف إلى تعزيز النفوذ المصري في المنطقة.
التوتر بين إثيوبيا والصومال: أزمة ميناء بربرة
في سياق متصل، تشهد العلاقات الإثيوبية الصومالية توتراً بسبب اتفاق إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي للحصول على حقوق عسكرية وتجارية في ميناء بربرة، وهو ما تعتبره الصومال انتهاكاً لسيادتها. وقد أدان البرلمان الصومالي الاتفاق، بينما دعمت مصر موقف الصومال الرافض للصفقة.
مستقبل العلاقات الثلاثية
تبقى العلاقات بين مصر وإثيوبيا والصومال متشابكة بين التعاون والتنافس، حيث تسعى كل دولة لتعزيز مصالحها في منطقة حيوية تشهد صراعات جيوسياسية متعددة. بينما تحاول مصر الحفاظ على دورها كقوة إقليمية داعمة للاستقرار، تواجه إثيوبيا ضغوطاً دولية بسبب سد النهضة، في حين يسعى الصومال لتعزيز شرعيته وسط تحديات داخلية وخارجية.
في الختام، تبقى التطورات القادمة في هذه العلاقات الثلاثية محط أنظار المراقبين، خاصة مع استمرار أزمة سد النهضة وتصاعد التنافس الإقليمي على النفوذ في القرن الأفريقي.