2025-07-31 08:52:33
أثارت محاولات المملكة العربية السعودية لشراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي انتقادات واسعة من منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال)، التي وصفت الصفقة بأنها جزء من استراتيجية "غسل العار عبر الرياضة". وجاءت هذه التصريحات وسط تقارير تفيد بتقدم المفاوضات بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومالك النادي الحالي مايك آشلي، بوساطة من رائدة الأعمال أماندا ستافيلي.

استثمارات رياضية لتلميع الصورة
في تصريح لصحيفة "صن" البريطانية، قال فيليكس جاكنز، رئيس حملات المملكة المتحدة في منظمة العفو الدولية، إن الاستثمارات السعودية الضخمة في الرياضة العالمية ليست جديدة، لكنها تهدف إلى تحسين صورة البلاد وسط انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة. وأضاف أن الرياضة تُستخدم كأداة علاقات عامة لتحويل الانتباه عن السجل المظلم للمملكة، بما في ذلك قمع الحريات وسجن الناشطين.

وأشار جاكنز إلى أن عهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شهد حملة قمعية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، مثل الناشطة لجين الهذلول وغيرها من النساء اللواتي دفعن ثمناً باهظاً لمطالبهن بالمساواة. كما ذكر جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، التي لم تُحاسب عليها السلطات السعودية بشكل كافٍ، بالإضافة إلى الانتهاكات في الحرب باليمن، حيث تتهم السعودية باستهداف المدنيين.

ردود فعل المشجعين واللاعبين
على الرغم من ترحيب بعض مشجعي نيوكاسل باحتمال رحيل آشلي، الذي أدار النادي لسنوات وسط استياء الجماهير، إلا أن منظمة العفو الدولية دعت اللاعبين والموظفين والمشجعين إلى إدراك حقيقة هذه الصفقة. وقال جاكنز: "لا نستطيع أن نقرر من يجب أن يمتلك النادي، لكن على الجميع أن يعرفوا أن هذه محاولة لغسل السمعة باستخدام الرياضة".
وأكد أن تأثير "غسل العار" يمكن مواجهته إذا كان العاملون في النادي والمشجعون على استعداد لرفع الصوت ضد انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية. ودعاهم إلى التوعية بالوضع المأساوي هناك، بدلاً من الاكتفاء بالفرحة بتغيير الملكية.
تكهنات بقرب إتمام الصفقة
في غضون ذلك، تشير تقارير صحفية بريطانية، بما في ذلك "غارديان" و"فايننشال تايمز"، إلى أن الصفقة في مراحلها النهائية، حيث تصل نسبة اكتمالها إلى 90%. كما أُبلغ محاسبو آشلي أن النادي سيُزال من سجلاتهم المالية قريباً، مما يعزز التكهنات بقرب الإعلان الرسمي.
يُذكر أن محمد بن سلمان كان قد ارتبط سابقاً بمحاولات شراء نادي مانشستر يونايتد، مما يظهر اهتمام السعودية المتزايد بامتلاك أندية كبرى في الدوريات الأوروبية. وإذا تمت الصفقة، فستكون نيوكاسل أحدث إضافة إلى قائمة الأندية التي تدخل في نطاق "الاستثمار الرياضي" السعودي، وسط جدل أخلاقي حول استخدام الرياضة كغطاء لتحسين الصورة الدولية.