2025-07-07 10:32:22
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ الكرة العربية، عندما التقى منتخبا مصر والجزائر في نوفمبر 2010 ضمن تصفيات كأس العالم. هذه المباراة التي أُطلق عليها لاحقًا “مباراة الكرامة” تحولت إلى حدث يتجاوز المستطيل الأخضر، حيث امتزجت فيه المشاعر الرياضية بالتوتر السياسي.
خلفية الصراع الكروي
جاءت المواجهة في إطار التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، حيث كان الفائز يتأهل مباشرة إلى المونديال. وقد سبق أن تعادل الفريقان في الجزائر (3-3) ثم فازت مصر في القاهرة (2-0)، مما جعل المباراة الفاصلة في السودان ضرورية لتحديد المتأهل.
أحداث المباراة الملتهبة
في 18 نوفمبر 2010، على ملعب المريخ بالخرطوم، شهدت المباراة توترًا غير مسبوق حيث انتهت بفوز الجزائر بهدف نظيف سجله عنتر يحيى في الدقيقة 40. لكن الأحداث خارج الملعب هي ما جعلت من هذه المواجهة محفورة في الذاكرة الجماعية للشعبين.
تداعيات وتوترات سياسية
أدت المباراة إلى توتر دبلوماسي بين البلدين، حيث اتهم الجانب المصري مشجعين جزائريين بمهاجمة حافلة المنتخب المصري في الخرطوم، بينما نفت الجزائر هذه الاتهامات. هذه الأحداث أثرت على العلاقات الثنائية لفترة، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها تدريجياً.
دروس مستفادة
بعد مرور أكثر من عقد على هذه المواجهة، تبقى “مباراة السودان” نموذجًا لكيفية تحول الرياضة أحيانًا إلى ساحة للصراع السياسي والهوياتي. لكنها أيضًا تذكرتنا بأهمية فصل المنافسة الرياضية عن الخلافات السياسية، حيث أن كرة القدم يجب أن تبقى جسرًا للتواصل بين الشعوب وليس سببًا للفرقة.
اليوم، ينظر الكثيرون إلى هذه الحادثة كصفحة من تاريخ الكرة العربية، تذكرنا بحماس الجماهير لكنها أيضًا تؤكد على ضرورة الحفاظ على الروح الرياضية في أعلى مستوياتها.