أقوال العلماء في كرة القدمبين التشجيع والتحذير
2025-07-04 16:18:57
كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي ظاهرة اجتماعية وثقافية تجذب ملايين المشجعين حول العالم. لكن ما موقف العلماء والدعاة من هذه الرياضة؟ لقد اختلفت آراء العلماء بين من يشجع عليها لما فيها من فوائد، ومن يحذر منها لما قد يصاحبها من مخاطر.
مواقف العلماء المؤيدة لكرة القدم
بعض العلماء يرون أن كرة القدم رياضة مفيدة إذا التزمت بالضوابط الشرعية. يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: “إذا كانت الرياضة وسيلة لتحقيق اللياقة البدنية وتقوية الجسم دون إضاعة للوقت أو مخالفة شرعية، فلا حرج فيها”. كما أن بعض الدعاة يشجعون على ممارسة الرياضة بشكل عام، بما في ذلك كرة القدم، لأنها تعزز الصحة وتنشط الجسم.
ويؤكد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على أهمية الاعتدال في ممارسة الرياضة، قائلاً: “الرياضة المباحة مثل كرة القدم لا بأس بها إذا لم تشغل عن الواجبات الدينية والدنيوية”. وهذا الرأي يعكس موقفاً متوازناً، حيث لا يرفض الرياضة تماماً، لكنه يشترط ألا تتحول إلى هوس يؤثر على العبادات والمسؤوليات.
تحذيرات العلماء من الانحرافات المصاحبة لكرة القدم
على الجانب الآخر، يحذر بعض العلماء من المخاطر التي قد تصاحب كرة القدم، مثل التعصب الأعمى وإضاعة الأوقات في متابعة المباريات. يقول الشيخ صالح الفوزان: “إذا أصبحت كرة القدم شغلاً يشغل عن ذكر الله وعن الصلاة، فهذا منكر يجب الحذر منه”. كما أن بعض المباريات قد يصاحبها مخالفات شرعية، مثل التبرج أو شرب الخمر، مما يجعل حضورها أو متابعتها محظوراً.
كذلك، ينتقد بعض الدعاة التعصب القبلي أو الطائفي الذي يظهر بين مشجعي الفرق، حيث يتحول التشجيع إلى عداوة وخصومة، وهو ما يخالف تعاليم الإسلام التي تدعو إلى الوحدة والأخوة.
الخلاصة: الاعتدال والالتزام بالضوابط الشرعية
في النهاية، يبقى موقف العلماء من كرة القدم مرتبطاً بالضوابط الشرعية. إذا كانت الممارسة أو المتابعة ضمن حدود الاعتدال، دون إضاعة للوقت أو الوقوع في المحرمات، فلا حرج فيها. أما إذا تحولت إلى هوس أو صاحبها منكرات، فيجب الحذر منها.
لذا، على المسلم أن يوازن بين متعة الرياضة وواجباته الدينية، وأن يتذكر أن الدنيا كلها لهو ولعب، إلا ما كان خالصاً لوجه الله تعالى.