2025-07-31 10:04:35
في خضم أزمة فيروس كورونا التي أجبرت العالم على إيقاف معظم الأنشطة الجماعية، وجدت الأندية الرياضية نفسها أمام تحدٍ كبير: كيف تحافظ على لياقة اللاعبين مع الالتزام بإجراءات العزل الصحي؟ اتخذت الأندية الأوروبية إجراءات مختلفة لضمان استمرار التدريبات دون تعريض اللاعبين للخطر، فكانت الحلول متنوعة بين التدريب الفردي والتكنولوجيا الحديثة.

في إنجلترا، اعتمدت أندية مثل ليفربول وأستون فيلا على برامج تدريبية فردية يُنفذها اللاعبون في منازلهم، مع توفير المعدات اللازمة لهم. كما أغلقت العديد من الأندية مكاتبها ومراكز خدمة الجماهير، وفرضت العمل عن بُعد على الموظفين. وفي إسبانيا، اتبع نادي برشلونة نفس النهج، حيث خضع اللاعبون لتدريبات منزلية تحت إشراف الطاقم الفني بعد تعليق الأنشطة الرياضية بسبب إصابة أحد لاعبي ريال مدريد لكرة السلة بالفيروس.

لكن بعض الأندية اتخذت خطوات أكثر إبداعاً، مثل بايرن ميونخ الذي استخدم تطبيق "زوم" لعقد جلسات تدريبية جماعية افتراضية، مما سمح للاعبين بالتواصل مع المدربين والمشاركة في حصص يومية. كما لجأ نادي ليجانيس الإسباني إلى بث تدريباته مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أتاح للجمهور المشاركة والتفاعل مع الفريق.

في المقابل، استمرت بعض الأندية مثل بيرنلي ووولفرهامبتون في التدريب بشكل طبيعي مع تعزيز الإجراءات الوقائية، رغم إغلاق المرافق الأخرى. لكن الخبراء يحذرون من خطورة هذا النهج، حيث يشير الدكتور محمد راجح، استشاري أمراض الصدر، إلى أن التدريبات الجماعية تزيد من فرص انتقال الفيروس، خاصة مع وجود أكثر من 20 شخصاً في مكان واحد.
أما بالنسبة لخطط العودة الكاملة، فلا تزال الأمور غامضة. فبينما تدرس أندية الليغا الإسبانية إمكانية استئناف التدريبات مع اشتراطات صحية مشددة، يحذر الخبراء من أن أي خطوة متسرعة قد تؤدي إلى تفشي جديد للفيروس. ويؤكد الدكتور محمود الفقي، أستاذ الميكروبيولوجيا، أن التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية هو العامل الحاسم في إنهاء الأزمة.
في النهاية، تبقى كرة القدم مجرد لعبة، بينما الصحة أولوية لا يمكن التهاون فيها. فهل تستحق المخاطرة بحياة اللاعبين والجماهير من أجل عودة سريعة؟ الجواب يبدو واضحاً في قرارات معظم الأندية التي فضلت السلامة على الاستعجال.